في الآونة الأخيرة، ازداد الظلام في العالم بكل الاشكال، فملأ الشوارع والبيوت والعلاقات والزيجات، حتى أن الخليقة أُخضِعَت للبُطل، ودخل الظلام الكنائس وكل أماكن العبادة. لم يكن مثل ذلك الظلام من قبل، لم يكن مثله في الأزمنة القديمة. لم يصل الأنسان من قبل إلى هذه الدرجة من القسوة والتسلّط والعناد والكبرياء والأنانية، لم يصل لهذه الدرجة من العبودية المُرّة. ونظرًا لاستمرار الظلام ولكثرته، اعتاده الإنسان، حتى صارا الخطية والشر في طبيعة الانسان، وشرب الانسان الإثم كالماء
وسط هذا الظلام، يوجد حق مُحَرّر، هو الكتاب المقدس، كلمة الله. ولكنه حق مخفي، برغم سماع الكثيرين عنهِ وقرائتهم له، ولكن بسبب الظلام الدامس لم يستطيعوا أن يعيشوه أو حتى أن يأملوا أن يفلحوا في ذلك، وسط هذا العالم المُظلِم
هذه الخدمة هي لكل إنسان، وهي لشعب الله بصفة خاصة. إنها لكل راعي وخادم وقس وكارز ونبيّ وكاهن وأسقُف، لكل إنسان في أول الصفوف وإلى آخرها. حتى نتحد ونضيء معًا وسط هذا الظلام، حتى نبدأ بداية جديدة، حتى نستفيق من السُكْر الشديد والامبالاة بل اعتياد حياة تختلف كل الاختلاف عن الحياة التي طلبها الله منّا ووصفها الكتاب المقدس
دعونا نعيش المكتوب معًا، لا لنعِظ عنه بل ليدخل حياتنا وبيوتنا وكنائسنا وعلاقاتنا وأشغالنا، حتى نعود نهاب الله ونحترمه، حتى تكون مخافة الله هي كنزنا
“الْمُسْتَقِيمُونَ يَجْلِسُونَ فِي حَضْرَتِكَ.” (مزمور 140: 13) نريد أن نرى وجه الله. هذا مُتاح لنا كلنا، فقط إن عشنا بالاستقامة، وإن وثقنا في عمل المسيح على الصليب
إيماننا هو أننا خُلِقنا لنصلّي كل حين بلا انقطاع، فنكون في صِلَة دائمة مع الله طوال الوقت. ونحن نؤمن أن الوجود في حضور الله، يسمح لله أن يتدخل بمعجزاته في أدق تفاصيل الحياة، كما إنه يمنح شفاء جسدي ونفسي وروحي، ويقوّم السلوك، ويفتح عيوننا على أعماقنا بالحق، ويحررنا مهما كانت قيودنا
إن قلب خدمتنا هو أن نأتي بملكوت الله على الأرض، أن نعيش السماء مِن الآن بينما نحن على الأرض. ويحتاج هذا الأمر للتدريب وللصلاة حتى يتم؛ كما أن لهذا تأثير على شعب الله وعلى الخليقة كلها. عندما نُكَرّس ذواتنا ونُقَدِّمها ذبيحة للرب، يتم الأمر. هذا ما ملأ قلوبنا، نحن آندي وماريان، أن نُقَدِّم ذواتنا لنصير آنيه تحمل حضور الله بداخلها، بحسب قول الكتاب المقدس، "أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ" (1 كورنثوس 3: 16). فالأمر ليس افتراضيّ أو نظريّ، ولكن تكريسنا ودعوتنا بهذا التكريس للآخرين، من شأنه أن يُوقِف الكثير من الخراب الوارد حدوثه، وأن يرفع الكثير من اللعنات، ليأتي بالبركات على الأرض وعلى شعب الرب.
إشتياقنا هو أن يتحوّل الكتاب المقدس لدستور ومنهج روحيّ مُعَاشْ، لنحيا به نحن و لندعو آخرين ليحيوا به، حتى يصير ذلك الدستور منهجاً لكل مواقف الحياة في كل أيامنا. لذلك ندعو الآخرين ليجعلوه منهجهم وخريطتهم للوصول للسماء
نؤمِن أن الرب يُسَدِّد الاحتياجات بشكل مُعجزيّ، ونؤمن بالشفاء المُعجزيّ وبالحرية. فالله مازال يَشفي ويُحَرِّر ويُسَدّد كل الاحتياجات. ومع ذلك ليس هذا هدفنا ولكنه سيحدث في مسيرتنا؛ ولكن إذا تأخر حدوثه أو لم يحدث، لن يُعَطِّلنا ذلك أو يجعلنا نتوقف عن تركيزنا على الرب، فنظرُنا مُوجَّه للسماء دائماً لأن الرب قريب
نؤمِن بأن الصلاة يجب أن تكون طوال الوقت، ليس في أوقات معينة أو بحسب فرائِض. فلا مجال للانفصال عن الله في مسيرة الحياة. فالصلاة هي حياة وليست فقرة نؤديها. أثناء الصلاة يحدث كل شيء، نستقبل إرشاد وتوجيه مِن الله لحياتنا، ونتذوق جمال الرب ونفرح به، ونُمَلِّك الرب علينا وعلى الآخرين لتنتقل حياتنا وحياتهم مِن الظُلمة إلى النور، ويَفضَح الرب خِطَط إبليس وسماتِهِ التي تَطَبَعّت بها الخليقة، ويُعَلِّمنا كيفية التخلص مِن شِبَاكْ إبليس، فلا نَجْهَل أفكاره. فنحن نُؤمِن أن شعب الله في حرب مع عماليق إلى دور فدور، ولكن في هذه جميعها سيعظم انتصارنا بالذي أحبنا، وكل هذا سيحدث أثناء الصلاة ومِن خلال التعليم وأثناء قراءة الكتاب المقدس لتحويله إلى حياة مُعَاشَة
هدفنا هو أن نفضح إبليس ومخططاتهِ، وأن نُبَدِّدها، هدفنا أن نأتي بِمُلْك الله علينا وعلى الآخرين وعلى الكنيسة؛ وإيماننا هو أن هذا سيُغَيّرنا ويشفينا ويُحَرِّرنا ويُحَوِّلنا لصورة الله.
نؤمن أن الله يُريدنا أن نصير قِدّيسين وكاملين ومُشابهين له؛ وهذه العملية تحتاج لعناية ووقت، حتى تُثْمِر الشجرة بعد موت وجهاد. نحن نؤمِن بالنعمة التي تُمَكِّنُنا مِن هذه المسيرة، ولكننا لا نَغْفَل دورنا وجِهادنا
نحن لا ننتمي لمنظمة أو كنيسة أو طائفة، بل على قلبنا أن يتوحد شعب الله، ليكون كنيسة واحدة. نحن نؤمِن أن كل كنيسة هي كنيستنا، ونحن ننتمي لشعب الله بكل طوائفه، لأننا نرى أن الطوائف هي أمر مِن صُنعْ إبليس وخلفه روح التَحَذّب. نحن نؤمِن أننا نحتاج لكل ما ينسكب على شعب الله، مِن تعليم ومسحة؛ كما أننا نؤمِن أن بيتنا هو أيضاً كنيسة ينضم إليها الآخرون، فيأتي الرب بيننا ليُشبِعنا سوياً
على قلبنا الرعاية والتلمذة بحسب قيادة الله؛ فإيماننا أن الله سيقودنا في أصغر تفصيلة روحية وبشرية واجتماعية ومادية
فالتعليم المُقَدَّم في هذه الخدمة، آتٍ مِن رسائل الله المُباشرة لنا، تلك التي أحياناً ما تأتي مِن خلال مواقف حياتية حقيقية تحدث معنا، أو مع المُقَرَّبين إلينا. ففي كل موقف ولو صغير مَررّنا به، كان هناك تعليق مِن الرب عليه، ونقلت ماريان إرشادات الرب وإعلاناته لشعبه، حتى يتبعوا تلك الإرشادات في حياتهم اليومية
Mobirise web page builder - Read more